إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

156 ـ برونو كرايسكي (1911م ـ )

رجل دولة نمساوي، ومستشار النمسا من 1970 إلى 1983.

ولد في العاصمة النمساوية فيينا عام 1911، من أبوين يهوديين والتحق بالحزب الاشتراكي الديموقراطي النمساويّ الذي أسسه الطبيب الدكتور آدلر (DR. Victor Adlar) عام 1889. ساهم كرايسكي في 1934ـ كغيرة من الشباب الاشتراكي ـ في مقاومة المدّ النّازيّ من خلال اشتراكه في كتائب الحزب، التي قاومت بقوة السلاح الكتائب المسلحة التابعة للحزب النازي.

وعندما احتلت القوات النازية النمسا وألحقتها بألمانيا عام 1938، اعتقل كرايسكي. ولكنه تمكن من الفرار ودخول السويد، حيث واصل نضاله الاشتراكي من خلال الحركات والأحزاب الاشتراكية هناك.

بعد الحرب العالمية الثانية أعلن كارل رينر قيام الجمهورية الثانية في عام 1945، وعين كرايسكي عضوا في البعثة الدبلوماسية النمساوية في السويد عام 1946 واستمر بها حتى 1951، وأصبح كاتب دولة للشئون الخارجية من 1953 إلي 1959، وفي خلال هذه الفترة اشترك في محادثات مع السوفيت انتهت الي (معاهدة الدولة) عام 1955، والتي تضمنت حياد النمسا.

في عام 1959، عُين وزيراً للخارجية وظل في الوزارة حتى عام 1966.

وفي عام 1967، انتخب كرايسكي، رئيساً للحزب الاشتراكي. وفي عام 1970، ألف حكومة من الاشتراكيين فقط. وفي عام 1971، تمكن الحزب الاشتراكي من الحصول على الأغلبية المطلقة وألف كرايسكي حكومة القوة هذه المرة.

استمر كرايسكي في الحكم إلى عام 1983، ثم استقال من رئاسة الحكومة ورئاسة الحزب أيضاً لرفضه البقاء في منصبه لأن حزبه لم يعد يتمتع بالأغلبية المطلقة، واضطر للتحالف مع الأحرار. تميزت سياسة كرايسكي بالتأكيد على استقلال بلاده وحيادها التام تجاه القوتين العظميين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي)، الأمر الذي جعل النمسا مركزاً مهماً للمؤتمرات الدولية. ومن معالم سياسة كرايسكي مؤازرته، بدرجات متفاوتة، النضال التحرري للشعوب، ومن ضمنها نضال الشعب الفلسطيني. ولكنه يعترف ـ في الوقت نفسه ـ بالكيان الصهيوني، الذي عليه ـ حسب رأيه ـ أن يتخلى عن عقدة التفوق ويعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وفي التعامل مع تلك الدولة بروح المساواة. واهتم بإقامة علاقات سياسية واقتصادية قوية مع الدول العربية، وزار أغلب الدول العربية، ونشط للتوسط في حل قضية الشرق الأوسط.

اعتبر الصهاينة كرايسكي عدواً خان قضية شعبه، باعتباره يهودياً. ومما زاد في حنقهم عليه عدم اعترافه بحق جولدا مائير، أو أي مسؤول صهيوني في تمثيل كل يهود العالم. كما انه أعلن انفصاله عن الطائفه اليهودية. تخلى عن الحكم في عام 1983.